بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على طه الأمين , وعلى آله وصحبه أجمعين .....
تعالوا نتأمَّل الحياة الدنيا ببعض تفاصيلها لنستنتج أهي وسيلةٌ أم غاية ؟؟؟!!!
الطِّفل الصغير لا يقدر على الكلام يبكي ويصرخ إذا جاع ويبكي ويصرخ إذا عطش ويبكي ويصرخ إذا تألَّم ويبكي ويصرخ إذا خاف .........
لايعرف من الحياة شيئاً إلاَّ الصراخ غاية ما يسعى إليه إيجاد وسيلة ليفهم الآخرين ما يريد .....
فقد يبكي وهو متألِّمٌ وأمه تحسبه جائعاً !!!
فهو يتمنى حينها لو يستطيع الكلام ليقول : أمي أتألَّم !!!
فغاية ما يصبو إليه هو تعلُّم الكلام !!!
يكبر شيئاً فشيئاً ليتعلَّم الكلام فيصبح الكلام رويداً رويداً وسيلة وينسى أنه كان غاية ما يصبو إليه
في وقتٍ مضى !!!
تتحوَّل غايته إلى انتزاع كلمة سماح الوالدين له باللعب !!!
يكبر شيئاً فشيئاً ليصبح شاباً يانعاً قد ترك أهله له الحرية في اللعب متى شاء ولكن أنَّى لشابٍّ في سنِّ الرجولة أن يفكِّر في اللعب !!!
يصبح في سنٍّ قريبٍ من سن السماح بإخراج رخصة للقيادة فترى غاية ما يصبو إليه هو انتزاع المفاتيح من جيب الوالد – هذا إن كان من النوع الطائش – أو أن يكبر ليستطيع إخراج الرخصة و قيادة السيارة متى شاء !!!
يخرج رخصة القيادة ترى كلَّ همِّه وغايته أن يشير الوالد ببنانه يابني خذ مفاتيح السيارة من جيبي وأوصل أمَّك أو أختك إلى المكان الفلاني أو ائت لنا بأغراض للمنزل !!!
تصبح السيارة بعد فترة من روتين الحياة الرَّتيب بل تتحول غايته إلى وسيلة فالسيارة للذهاب والإياب وقد تتسخ فلا يغسلها وقد تتعطل بعض الأشياء فيها فلا يصلحها المهم أنها توصله للمكان الذي يريده !!!
في سن الدراسة تكون غايته الشهادة التي سيحصل عليها وبعد النزول لميدان العمل تتحوَّل الشهادة إلى وسيلة لكسب الراتب المغري !!!
الراتب في بداية العمل إن كان مغرياً يكون غايةً وحين يجمع من الأموال ما لا يعلمه إلا الله يصبح المال وسيلة لشراء ما تشتهيه النفس فالعاقل يجعل ماله في مواطن الخير لكي يكون له وليس عليه !!!
الشاب يريد الزواج يتمنى أن يكبر ليصبح في سن تؤهله للزواج فالزواج غاية ما يتمناه !!!
بعد الزواج بفترة يصبح الزواج وسيلة لإنجاب الأولاد والأولاد غاية !!!
يأتي الأولاد فتتحول غايته إلى أن يكبر الأولاد وهنا نختصر المراحل لعدم التكرار فنحن بدأنا من حين كان هو طفلاً ولا نعيد الكرة !!!
كبر الأولاد وتتحول غايته لأن يتزوجوا !!!
تزوج الأولاد .......غايته الأحفاد !!!
جاء الأحفاد ..........الخ
الموت قطع كلَّ لذَّة وغاية .........
أتسأل لماذا ؟؟؟!!!
من يقول بأن الموت راحة ليتأمَّل ::::::::::
مابعد الموت .....
غايته الجنة ورضى الله ورؤية وجهه الكريم .....
أتسأل ماذا بعد هذا؟؟؟!!!
لا تقس الآخرة على الدنيا ::::
في الآخرة لا ملل ولا سأم من لايصدِّق عندي الدليل !
كم مرَّة تقرأ الفاتحة في اليوم ؟؟؟؟!!!
هل تملُّ منها؟؟؟!!
قطعاً لا بل كلَّ مرة ترى حلاوة ومعانٍ جديدة ً فيها ...
تأمَّل
الحمد لله ربَّ العالمين
نعم ألم ندرس نعم الله في السطور السابقة وأنه يعطيك كل ماتسأله وتحسبه أنت غاية وهو بالحقيقة وسيلة
وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها
الرحمن الرحيم
مع كل هذه النعم لاتشكره ألم تسمع بالمليونير الفلاني حين يظهر على التلفاز ويُسأل عن جمع ثروته فيقول بتعبي وعرقي عملت كذا ثمَّ كذا ثمَّ كذا حتى وصلت إلى التجاااااارة الفلانية وجمعت المال ولا يذكر في كل حديثه من أعطاه المال ولو مرة واحدة !!!!
أنا لاأنقد ومتأكد لو كنت مكانه لقلت هذا وأكثر !!!
هكذا ابن آدم فلولا الرحمن الرحيم لما خلقت الجنة ولخلق الله النار تأمل قصة الزانية البغي تاب الله عليها برحمتها بكلب عطش !!!
مالك يوم الدين
يدعوك فيقول عبدي عبدي ممّن تطلب أليس بعد تأمُّلك للدنيا رأيتها وسيلة وليست غاية والآخرة هي الغاية ويوم الدين هو الغاية وأنت بوقوفك بين يدي وصلت فغايتك النجاة يوم الدين وأنا مالك ذلك اليوم !!!
إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين
الرحمن الرحيم يعلمك كلاماً تقوله لتتذكر أنك لن تتشتت وتضيع في طلب الوظيفة من فلان والشهادة من فلان والزوجة من أبيها و ......
أنت تعبد واحداً يملك الدنيا والدين فاسئله كل أمر تصور لو أن دوائر الدولة جمعت في مكان واحد وعندك 30 معاملة إحداها في الداخلية وأخرى في الجوازات وثالثة في غرفة التجارة .....الخ
كم تفرح لو جمعت كل هذه الدوائر في مكان واحد !؟؟؟!
ولله المثل الأعلى فبدل أن تتشعب في طلب هذا من فلان وهذا من آخر اطلب ممَّن تعبد وممَّن تستعين به اطلب أمور الدنيا والآخرة ...
اهدنا الصراط المستقيم
وصية جامعة من ربِّك الرحمن الرحيم بدل أن تضيع في الطلبات منه اطلب في كل أمر أن يهديك إلى الطريق والصراط المستقيم صراط الله الذي يتحقق في كل عمل رضاه فيه !!!
صراط الذين أنعمت عليهم
صراط الذين هداهم الله فأسعدهم في الدنيا بلذة الطاعة وأسعدهم في الآخرة بالجنة ولذة النظر لوجهه الكريم !!!
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
وهم اليهود والنصارى وكأن المولى جلَّ وعلا يقول لك حين تسودُّ الدنيا في عينيك ولاتستطيع أن ترى نعم الله فلا تتسخط بل تذكر نعمة الهداية للإسلام فلو جعلك يهودياً أو نصرانياً وآتاك الدنيا ولم تسود يوماً في وجهك كيف مصيرك في الآخرة؟؟؟!!!
عذاب إلى ما لانهاية ....
ثم علمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم قول آمين بعدها
اعلم أنك حين تكون غاضباً والدنيا سوداء في عينيك وتتذكر نعمة الإسلام ويقول الله لك اطلب الهداية وألا تكون من الكفرة اليهود والنصارى فستقول آمين من قلبك ...!!!
هذه تأملات في سورة الفاتحة العظيمة وتأملات في الحياة فهل عرفت الآن هل الحياة وسيلة أم غاية ؟؟؟!!!
والله اعلى واعلم[i]