إن النفس تمثل دورا خطيرا في إنفعالات الجسد ، لها قوة سلطوية على أعضاء الجسد وإنطلاقة الروح ، لترفرف على عوالم شتى ، الحديث مع النفس يلجأ إليه الشخص في كثير من الشدائد ومنعطفات الحياة حينما تتقاذفه بين إختياراتها وتفرض عليه جبرياتها التي يلزم فيها إستدعاء قوة الإختيار التي تحتكم إلى رقابة الضمير وحكمة العقـــل . أغلب حوارات النفس تدور بين محوري التكيف والتقيد ، ففي الوقت الذي نحاول أن نتكيف مع نظرة المجتمع والرؤى المتعددة لكثيرمن أفراده نرتبط بعدة معايير ترتبط بالذات ومبادئها وإيمانها بالثوابت الأخلاقية والتربوية وأخرى ترتبط بالثقافة والعادات والتقاليد الشخصية والمجتمعية والحديث مع النفس بمثابة توجيه رسالة إليها تحمل عتابآ أو تأنيبآ أو زهوآ بتحدياتها ومنه حديث التنفيس عن مشاعر الحزن والضيق التي تتعدد بتعدد المواقف أو سلبية التراجع إلى مرحلة اللاشيىء التي ترجع إلى التقصير والرغبة في المحدود الذي يسبب ضعف المهارات وفتور الطموح الناتج عن القناعة المذمومة التي تأبى التفرد والإمتياز . مــا أروع حديث صحوة النفـس عند الندم على ما إقترفته في حقها وحق الأخرين ، والبعض يقهر نفسه بالتقريع اللاذع بسبب إضطرابات سلوكية أو ضعف فطري للقدرات والمهارات الكلامية أو العملية فيولد نموذج من الغربة النفسية داخل المجتمع .ليس عيبآ ان تعي نقاط ضعفك لكن العيب في الإستسلام ، وعدم التقويم والإستجابة لإشارات الإنهزام المنبعثة من العقل الباطن ، فالحديث مع النفس هو نوع من التنفيس والمواجهة الصريحة بدافع التغيير . ولأن الإحساس بالسلبية أو العجز يؤخر مراحل التقدم في إصلاح الذات ، فخاطب نفسك بمعنوياتك ويتوقف ذلك على الثقة واليقين بقوة التحدي وعناصره الإيجابيةمع الإصرار وعدم اليأس من تكرار الفشل لشدة الصراع بين مسلمات النفس وعناصر التحدي ، وتحتار النفس بتعدد الخيوط التي تتجاذبها ومنها خيط العقل وترجيحاته والعقيدة ومبادئها والعادات والتقاليد ومبراراتها .
:P