وة التوكل
التوكل من أعظم الأعمال القلبية
وأشقها ولا شك أن تمكنه من قلب المسلم يكسبه طمأنينة النفس وقوة الجأش
والثقة بالله تعالى وهي من أعظم المعاني التي يسعى لتحقيقها المسلم
حقيقة التوكل فى اللغة الاعتماد على الغير.
وهو فى الشرع:حال للقلب ينشئ عن معرفة بالله
والإيمان بربوبيته وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فيوجب اعتماداً عليه
وتفويضاً إليه وطمأنينة وثقة به ويقينا بكفاية من توكل عليه.
وهو كذلك :ان يعلم العبد ان هذا
الملكوت بيد الله جل وعلا يصرفه كيف يشاء فيفوض الأمر إليه ويلتجئ بقلبه
فى تحقيق مطلوبة والهرب مما يسوؤه إليه ويعتصم بالله وحده فينزل حاجته به
ويفوض أمره إليه ثم يعمل السبب الذي أمر الله به.
و لا شك ان التوكل على الله من أهم
الأعمال القلبية واجمعها بل هو العبادة كما قال البعض فجعلوه العبادة كلها
بمعنى التوكل على الله سبحانه إذ انه هو أصلها التي تقوم عليه.
وذكر ان التوكل نصف الدين والنصف الثاني الانابة فإن الدين استعانة وأنابة هى العبادة قال تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين).
والتوكل على الله هو محض
العبودية وخالص التوحيد إذا قام به العبد على حقيقته.ولله در التيسيري
القائل: ( العلم كله باب التعبد والتعبد كله باب الورع والورع كله باب
الزهد والزهد كله باب التوكل).
والتوكل من اجمع أنواع العبادة
وأعظمها لما ينشئ عنه من الأعمال الصالحة فإنه إذا اعتمد على الله فى جميع
أموره الدينية والدنيوية دون كل من صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى ولا
يحصل كمال التوحيد إلا بكمال التوكل على الله وقد جعل الله التوكل شرطاً
في الإيمان فقال سبحانه: (وعلى الله توكلوا أن كنتم مؤمنين) فدل على
انتفاء الإيمان عند انتفائه وجعله كذلك دليل صحة الإسلام فقال سبحانه:
(وقال موسى يا قوم إن كنتم أمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)
وكلما قوى إيمان العبد كان توكله اقوي وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل وإذا
كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولابد وقد جمع الله بين
التوكل والإيمان و الإيمان والتوكل والتقوى والتوكل والإسلام والتوكل
ولهداية.
فظهر أن التوكل أصل مقامات
الإيمان والإحسان وجميع الإعمال الإسلام وأن منزلته منها كمنزلة الرأس من
الجسد فكما لا يقوم البدن إلا على الرأس فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته
إلا على ساق التوكل.
"من صدق فى توكله على الله فى حصول شئ ناله"