السلام عليكم اخواني في الله...
أحببت أن أقدم لكم بحث حول * قلق الانفصال عند الاطفال*
*المقدمة:
يتميز الطفل في الشهور المبكرة من عمره بالقلق من الغرباء .وقلق الانفصال عن الام.وفي حالة استمرار القلق فانه
لا يصبح استجابة تكيفية و انما قلقا مرضيا.وحين يبدأ المشوار مع الحضانة او
المدرسة سيشعر كلاهما برهبة و هلع من الموضوع .فيتمسك بعض الاطفالبأهلهم و
الامر ينطبق على بعض الاهل الذين يخافون هذه المرحلة و هذا ما يعرف:
باضطراب قلق الفصل او الانفصال عند الطفل؟
Anscetie de Séparation
Angoisse de Séparatio.
تعريف قلق الانفصال* :
أ)لغويا:
قلق،يقلق،قلقا.
-اضطرب،انزعج،لم يستقر في المكان فهو قلق و مقلاق.
-*القلق حالة افعالية تتميز بالخوف مما قد يحدث
-الفصل:فصل ،يفصل ،يفصل بين الشيئين،فرق.
-*الطفل :هو كائن حي ينمو و يتطور عبر مراحل حياته مع العلم ان الطفل يختلف كثيرا عن الراشد من خلال
النضج العقلي،الجسدي،النفسي،و مراحل الطفولة تمتد من الولادة الى المراهقة و تحتوي على 3 مراحل رئيسية ومهمة:
- مرحلة الطفولة المبكرة.
- مرحلة الطفولة الوسطى. (-1)
- مرحلة الطفولة المتأخرة.
الاعراض:
1- الاعراض الجسمية:-
امراض بدنية معدية و معوية ،متل:الام المعدة.الصداع.الغثيان.
-اضطراب الجهاز الدوري متل:الشعور بضربات القلب.الدوخة.
-الشكوى من الالام و اوجاع في اماكن مختلفة من الجسم و اعراض تشبه الزكام.التبول اللارادي.
2-الاضطربات الانفعالية:
اصابة الطفل بقلق شديد توتر عند ايتعاده عن البيت او عن الشخص الذي يمثل له مركز الامان.
-اعراض اكتئابية قد تصبح اكثر ثباتا بمرور الوقت فتميز هؤلاء الاطفال بالاعتمادية و الانطواء و الحزن.
-يتمنون الموت خاصة اذ أكرهوا على الانفصال.
- الاستجابة الانفعالية المبالغ فيها اثناء مشاهدة فيلم يتعرض لقصة انفصال.
-رسوم و لعب تعكس قلق الانفصال.
-رفض الطفل النوم بفرده .خوفا من تعرضه للكوابيس.
3-الاضطربات السلوكية:
-المشاركة الفعلية لامور الراشدين و يتدخلون في شؤون الكبار.
4-الاضطربات المدرسية:
-الخوف المدرسي.رفض الطفل الذهاب الى المدرسة حيث ان الخوف و القلق و
البكاء يتعدى الطبيعية التى يمر بها كل طفل عند دخوله المدرسة أول مرة .هذا
في حال لم يدخل الحضانة مسبقا.
-صعوبة التركيز في الدراسة او اللعب ونقص الاستعاب في الاستذكار.
- بداية شكاوي المدرسين من الطفل في المدرسة.
-تغير المستوى التحصيلي للطفل نحو الانخفاض.
-الغياب الكثير عن المدرسة.
*الأسباب :
-عدم النضج الانفعالي:
-فالصغار الذين لم يبلغوا درجة النضج و يتعلقون تعلفا كبيرا بصورة الامومة بصفة خاصة لقلق شديد يتعلق بالانفصال.
-و ايضا يعود الامر لشخصية الطفل و مدى تقبل اهله موضوع الانتقال هذا من
مرحلة الى اخرى ،فحين تتأثر الام بهذا الانفصال و تزداد قلقا و خوفا سيشعر
بها الطفل.و ينعكس الامر سلبا عليه.
-أما اذا كانت ذات شخصية قوية فستدفع بطفلها الى العالم الخارجي و تشجعه للتعرف عليه.
-انفصال الام و الاب أو تكرار سف الاب أو الام ما يفقده الاستقرار الاسري.
-كما يلاحظ و جود هذه الظاهرة أيضاعند الاطفال الذين تكون عائلتهم ذات
روابط قوية.و الذين يحصلون على رعاية فائقة كالتردد عند الاهل و خوفهم
من دخول طفلهم الحضانة.أي:القلق الزائد من هذه المرحلة .فالخوف الزائد على
الطفل أو المبالغ فيه خطأ تربوي.
*الاسباب الوراثية:
-هناك نظريات تتحدث عن قابلية وراثية بحيث الطفل الذي يعاني هذا المرض له
أقرباء في العائلة يعانون نوعا من القلق و الخوف من الابتعاد عن أهلهم أو
فقدانهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
*عوامل التعلم:
-قلق الانفصال ينتقل من الوالدين الى الاطفال.
مثال:الوالد الذي يحبذ البقاء في الغرفة أثناء حدوث عاصفة يجعل الطفل يخشى الاحداث الخارجية.
-أحيانا الام هي التي تعلم طفلها قلق الانفصال.
*ومن الاسباب الاخرى:
- -صدمة الميلاد
-الاساءة الى الام.
-التهديد بالنفصال.
-ضغوط الحياة الخارجية:فموت أحد الاقارب و التغير الذي يطرأعلى الجو المحيط بالطفل.
-اعتماد الشديد للطفل على أمه.
التشخيص:
يتم تشخيص قلق الانفصال إذا تميز الاضطراب لدى الطفل بثلاثة من الاعراض التالية لمدة أربعة أسابيع على الاقل:
أ-قلق متواصل و متزايد عن احتمالات فقد الشيئ.
ب- الخوف الدائم و المتزايد من الوحدة.
ج- رفض النوم إلا مع الشخص العزيز.
د- الكوابيس المتكررو المزعجة المنطوية على عنصر الفراق.
ه- أعراض عضوية كالصداع،...
و-الحزن الشديد و الضعف في القيام بالوظائف.
-و في التتشخيص لا يجب على الاخصائي النفسي ان يدرس فقط محتوى الافكار لدى الطفل المضطرب و لكن أيضا طريقة التعبير عنها.
مثال: قد يعبر الطفل عن الخوف من ان والديه أو أحدهما سوف يموت .
-و كذلك ضعف الذاكرة في التعبير عن عوامل الانفصال ،و التشويهات الواضحة في
سرد الموضوعات قد تعطي دليلا على وجود اضطراب قلق الانفصال.
تشخيص DSM4 لاضطراب قلق الانفصال:
اورد الدليل التشخيصي و الاحصائي للاضطربات العقلية في صورته الرابعة DSM4
(1994) المعايير التشخيصية لاضطراب قلق الانفصال على النحو التالي:
1-النمو غير متناسب.وقلق متزايد متصل بالانفصال عن المنزل او عمن يتعلق بهم الطفل تعلقا شديدا.
2-الالم المتكرر الشديد عند توقع الانفصال عن البيت او من يتعلق بهم تعلقا شديدا.
3- قلق دائم و متكرر لفقدان شخص عزيز او توقع حدوث ضرر او كارثة.
4- قلق دائم و متزايد بان حدثا مكروها سيؤدي الى الانفصال عن شخص عزيز
متل:الشرود+الاختطاف. 4-اصرار على الرفض او الممانعة و الكراهية للذهاب الى
المدرسة او على مكان اخر سبب الخوف من الانفصال.
5-الخوف من الوحدة بأسلوب دائم و متزايد أو عدم الابتعاد عن الشخص الذي يتعلق به تعلقا شديدا في البيت .
6-الاحجام المستمر او رفض الذهاب الى النوم دون بعيدا عن البيت.
7-الكوابيس المزعجة المتكررة التي تنطوي على عنصر الانفصال .
8-الشكوى المتكررة من الاعراض البدنية .كالصداع او الم
المعدة.الغثيان.الميل الى القيء.عند حدوث او توقع الانفصال عن احد الاشخاص
الذين يتعلق بهم الشخص ويكون له منزلة في نفسه.
ب- مدة الاضطراب 4 اسابيع على الاقل.
ج-سن الاصابة قبل بلوغ الثامنة عشر من العمر.
د-سبب الاضطراب حزن بالغ.وضعف في العلاقات الاجتماعية و الاكدامية الوظيفية او أي نطاق اخر من العلاقات.
ه-هذا الاضطراب لا يحدث بصفة منفردة اثاء حدوث اضطراب النمو السائد او مرض انفصام.او أي اضطراب
عصابي اخر.و لدى المراهقين و البالغين ليس من المستحب ارجاع الاضطراب الى الهلع المصاحب للخوف
من الاماكن الفسيحة أي المفتوحة
علاج قلق الانفصال
:
يشمل جوانب متعددة:
1)العلاج النفسي الدينامي للطفل:
تقوية الانا لديه لتحمل مواقف القلق و ذلك في جلسات نفسية متعددة مرتين أو ثلاثة أسبوعيا.
ب) العلاج المعرفي السلوكي:
وذلك بتدريبات الاسترخاء التي تساعد الطفل السيطرة على القلق و استراتيجيات معرفية.
مثل:التصريحات التي يقوم بها الشخص و التي تساعده على الاعتماد على النفس.
- و
ايضا من الاستراتيجيات السلوكية:
- سلب الحساسية التدريجي للخوف من المدرسة و ذلك باصطحابه الى المدرسة أو
الروضة أول يوم عدة دقائق تزداد تدريجيا حتي تصل الى ساعة في نهاية الاسبوع
الاول و يستمر زيادة الوقت حتى يظل الطفل في المدرسة حتى يكمل اليوم
الدراسي.
العلاج الأسري:
-يفيد الوالدين في تفهم أهمية تقديم المزيد من التشجيع المتواصل للأطفال
في الوقت الذي يتخذون فيه موقفا حازما إزاء السلوكيات التهريبية من
الأنشطة المثيرة للقلق .
-و نعمل على تفادي هذه الظاهرة بضرورة مرافقة الأم طفلها في هذه الفترة
الانفصالية و التي تتراوح مدتها أسبوع و أسبوعين. تزورنا الأم مع ولدها منذ
أول يوم دخوله الحضانة، تلعب معه لساعة فقط بعيدا عن الأقسام المخصصة له.
و هكذا يتأقلم شيئا فشيئا.
-و في اليوم الثاني تلعب معه في الملعب أيضا. فتدخل المعلمات و يتحدثن
إليها و إليه بطريقة غير مباشرة لا تشعر الطفل بالنفور، و في اليوم الثالث
تدخل الأم إلى الأقسام المخصصة لنشاطاته برفقته، فتشاركه كل ما يفعل.
و في اليوم الرابع تعاود ما فعلته بالأمس، أما في اليوم الخامس و في آخر
نصف ساعة من الدوام تقريبا تراقبه من خلف زجاج القسم و تترك له مجال
الاعتياد على المكان.
-و يجب أن نقول له بوضوح و بجدية: مثلا: ستعود ماما لتأخذك بعد أن تنتهي من رسم الساعة.
انها مرحلة جيدة للأم كي تتعرف الى الحضانة التي تضع فيها طفلها و الى نظامها و ما تقدمه للطفل على جميع الأصعدة.
و أيضا نهدئ قلق الأم الذي ينعكس سلبا على الطفل.
تفهم الأهل لطبيعة هذه الظاهرة( عدم الاستهزاء بها).
*ارشادات مفيدة لتفادي قلق الانفصال أو لتخطي هذه المشكلة:
-ممارسة بعض الأنشطة و الألعاب التي تهدف الى تقليص حالة تعلق الطفل بأمه منها :
1) اللعب الايهالي: تتشارك الأم التمثيل مع طفلها ، و تقوم بافتعال خروج الأم خلال هذه اللعبة لقضاء بعض الحاجات
وتجعل الطفل يرد بالنيبة عن اللعبة و يفصح عن مخاوفه.
2)تحكي عليه القصص الهادفة قبل النوم
مثلا:عن الاطفال تركتهم أمهاتهم لبعض الوقت و تصرففوا بطريقة لطيفة.
3
)اذا كانت الام تريد التخطيط للخروج من البت
يفضل الا تخرج متخفية ااطلاقا.و انما تقضي وقتا مع طفلها و أثناء ذلك تعقد
معه اتفاقا حول خروجها و تخبره بأنها سوف تتصل به.ثم تحاول الام ان تكون
فترة غيابها في البداية قصيرة تطول تدريجيا.و لا تتوتر أو تنفعل و انما يجب
ان تكون هادئة و يجب ان لا تطيل مشهد الداع.
*ومن الخطوات المفيدة أيضا
:
-تعزيز في داخله الاعتماد على النفس.
- الاكثار من المدح لشخصيته و صفاته.
-عدم تلبية كل طلباته حتى لا تتسبب في دلاله.
-الرسم و التلوين فائدة كبيرة في تفادي المشكلات النفسية و السلوكية للأطفال.
- تعامل الام طفلها و كأنه شخصا كبيرا .فهو يعي ما تقوله الام.صحيح أنه لا
يفهم تماما معنى الكلمات و لكن له قدورات حسية و معرفة ما يدور حوله.
لذا يجب ان تخبره عن اسباب فراقهما و تكرر له دائما بأنها تحبه و انه في المرتبة الاولى من اهتمامها.
هكذا سوف تترك لديه شعورا بالامان و الاطمئنان و الراحة و يتعود تدريجيا على غيابها المتقطع.
الخاتمة:
مشكلة قلق الانفصال عند الاطفال مشكلة شائعة في وقتنا الحالي وذلك لأسباب عديدة منها :
-التدليل المفرط للوالدين ولمعاجة هذه المشكلة يكون بلأوامر والعتاب.ولا
بالتوبيخ و التأنيب لأن ذلك سيؤدي الى زيادة إحساسه بالقلق ولتفادي هذه
الصراعات للطفل فيجب على الام أن تنمي لطفلها روح الاستقلالية