قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: كل مشرك رأى في منامه أو رآه غيره كأنّه في الجنة أو على أساور من فضة فإنّه يسلم لقوله تعالى: " وحُلوا أسَاوِرَ من فَضّة " .
وكذلك لو رأى أنّه يدخل حصناً فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله تعالى: لا إله إلا أنا تعالى حصني فمن دخله أمن من عذابي " .
فإن رأى مشرك أنّه أسلم أو رأى أنّه يصلي نحو القبلة أو رأى أنّه يشكر الله تعالى هدي للإسلام وإن كان في دار الشرك فرأى في منامه أنّه تحول إلى دار الإسلام فإنّه يموت عاجلاً لأنّ دار الإسلام دار الحق.
فإن رأى مسلم في منامه كأنّه يقول أسلمت استقامت أموره واستحكم إخلاصه.
فإن رأى مسلم كأنّه يسلم ثانياً سلم من الآفات.
ومن رأى من المشركين كأنّه كان ميتاً فحي فإنّه يسلم.
وكذلك إذأ رأى سعة في صدره فإنّه يسلم.
وكذلك إذا رأى نفسه في سفينة في البحر فإنّه يسلم.
في تأويل السلام والمصافحة
من رأى كأنّه يصافح عدواً ويعانقه ارتفعت من بينهما العداوة وثبتت الإلفة لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المصافحة تزيد في المودة " .
ومن رأى أن عدوه يسلم عليه فإنّه يطلب إليه الصلح.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً.
وإن كانت بينهما عداوة فإنّه يظفر بالمسلم ويأمن بوائقه.
ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
وإن رأى أنّه سلّم على شيخ يعرفه فإنّه ينكح امرأة حسناء وينال أنواع الفواكه لقوله تعالى: "لَهُمْ فِيَها فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدّعُون"
سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَب رَحيمٍ .
فإن سلّم عليه شاب لا يعرفه فإنّه يسلم من شر أعدائه.
ومن كان يخطب إلى رجل فرأى كأنّه يسلم على ذلك الرجل فرد عليه جواب سلامه فإنه يزوجه فإن لم يرد سلامه لم يزوجه.
وكذلك إن كان بينه وبين رجل تجارة في منامه كأنّه سلم عليه فرد جوابه استقامت تلك التجارة بينهما فإن لم يرد جوابه لم تستقم.
في تأويل رؤيا الطهارة
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: أولى الطهارات بتقديم الذكر الختان وهي من الفطرة فمن رأى كأنه اختتن فقد عمل خيراً طهره الله به من الذنوب وأحسن القيام بأمر الله تعالى.
ولو قالت قائل أنّه يخرج من الهموم لم يبعد.
فإن رأى كأنّه أقلف فإن القلفة زيادة مال ووهن في الدين وهذه الرؤيا تدل على أنّ صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا.
فإن رأى أنّه اختتن فسالط منه دم كثير خرج عن ذنوبه وأقبل على إقامة سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسواك من الفطرة أيضاً وهذه رؤيا أهل السنة.
فمن رأى أنّه يستاك فإنّه يكون محسناً إلى أقاربه واصلاً لرحمه.
فإن رأى أنّة يستاك بشيء نجس فإنّه ينفق مالاً حراماً في طاعة.
ومن رأى أنّه يتوضأ وضؤه للصلاة فإنّه أمان من الله تعالى.
ومن رأى أنّه جنب فإنّه يسافر ويطلب حاجة لا سوى لها.
ومن رأى أنّه اغتسل ولبس ثياباً جدداً فإن كان معزولاً عن ولاية ردت إليه.
إن كان فقيراً أثرى وغني وإن كان مسجوِناً خلي سبيله وإن كان مريضاً عوفي وإن كان تاجراً قد كسدت تجارته أو صانعاَ قد تعذرت عليه صنعته استقام أمرهما وتجدد لهما أمر في أتم دولة وإن كان مصروراً حج وإن كان مهموماً فرج الله همه وإن كان مديوناً قضى الله دينه لأنّ أيوب حين اغتسل لبس ثياباً جدداً وهب الله له أهله ومثلهم معهم وذهب همه وصح جسمه.
إن رأى أنّه اغتسل ولبسر ثياباً خلقاً فإنّه يذهب همه ويفتقر.
من رأى أنّه يغتسل إلا أنّه لم يتم اغتساله لم يتم أمره ولم ينل ما يطلبه.
من رأى كأنّه يتوضأ أو يغتسل في سرب فإنّه يظفر بشيء كان سرق له.
ومن رأى كأنّه يتوضأ ودخل في الصلاة خرج من الهموم وشكر الله تعالى على الفرج.
من رأى كأنّه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به فهو في هم ينتظر الفرج ولا يناله.
إن رأى تاجر أنّه يصلي بغير وضوء فإنّه يتجر من غير رأس مال.
وإن رأى أمير هذه الرؤيا
فلا يجتمع له جند وإن رآها محترف لم يستقر به قرار.
من رأى أنّه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه فإنّه متحير في أمر لا يجد منه روى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت رجلاً من أُمتي قد بسط عليه العذاب في القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك " .
ومن رأى أنّه يتيمم فقد دنا فرجه وقربت راحته لأنّ التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى.