تحولت المستشفيات الجامعية في الجزائر إلى حقل تجارب في حق المرضى على يد طلبة الطب، الذين بعثت بهم الجامعة من أجل التكوين الميداني على يد الأساتذة، الذين تحول الكثير منهم للعمل في العيادات الخاصة، فوجد الطلبة أنفسهم وجها لوجه مع المرضى، وتحولوا إلى أطباء وجراحين، في ظل الفوضى التي تعيشها الكثير من المستشفيات، ما تسبب في أخطاء طبية بالجملة، راح ضحيتها آلاف المواطنين من مختلف الشرائح.
أكد رئيس المنظمة الوطنية للأخطاء الطبية، محيي الدين أبوبكر، التي ينضوي تحتها أزيد من 1000 ضحية، أن التحقيقات الميدانية بيّنت أن 90 بالمئة من الأخطاء الطبية التي سجلتها المستشفيات الجامعية كان وراءها طلبة الطب، بسبب إهمال الأطباء وأساتذة الطب لدورهم الحقيقي في تكوين ومتابعة الطلبة، الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على مواجهة حالات مرضية عاجلة وخطيرة، ما تسبب في ضلوعهم في ارتكاب أخطاء طبية قاتلة في التشخيص والتوجيه، وكشف أنه شخصيا كان ضحية خطأ طبي لطالبة في الطب، أشرفت على حقنه أثناء عملية جراحية، ما تسبب في إصابته بفيروس خطير تسرب إلى جسده وتسبب له في أضرار جسيمة، مازال يعاني منها حتى اليوم، مما دفعه إلى التوجه للقضاء من أجل استرجاع حقوقه في التعويض ومحاسبة الطالبة والأستاذ المشرف، وأضاف المتحدث أن المشكل ليس في طلبة الطب، بل في رؤساء المصالح الطبية الذين حولوا هذا الأخير الى ملكية خاصة لخدمة مصالحهم الشخصية، على حساب تكوين الطلبة ومتابعة المرضى، وفي بعض الأحيان ـ يضيف محيي الدين ـ أن المريض يجتمع حوله خمسة طلبة يقلبونه ويفحصونه ويختلفون في حالته، وكأنه محل تجربة طبية مما يساهم في تعذيب المريض، وطالب المتحدث بضرورة مراجعة قانون الصحة، وتحديد صلاحية مختلف الأسلاك الطبية، في ظل الفوضى التي تعيشها المستشفيات.
الجزائر أعادت النظر في صلاحية طلبة الطب بسبب الأخطاء الطبية
أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفسور مصطفى خياطي، أن الجزائر أعادت النظر في صلاحية طلبة الطب المقيمين "سنة سابعة طب" بعد حادثة مستشفى البليدة منذ 20 سنة، أين تسبب طالب في وفاة مريض بسبب حقنة تضمنت جرعة زائدة، وأضاف أن طلبة سنة سابعة طب في ذلك الوقت، كانت لهم صلاحية إعداد وصفة طبية والإشراف على المرضى، لكن القانون الجديد لا يخول للطلبة صلاحية الإنفراد بالمريض، وتشخيصه دون استشارة الطبيب المشرف أو الأستاذ.
وأكد البروفسور خياطي أن طالب الطب مهما كان مستواه أو درجته العلمية فهو ليس طبيب وليس بإمكانه إعداد وصفة طبية أو تشخيص المريض بمفرده، وإن حدث هذا فمن حق المريض أن يرفع دعوة قضائية ضد الطالب المعالج، خاصة إذا تسبب في ارتكاب أخطاء، وهذا حقا ما حدث في الكثير من المستشفيات الجامعية، حيث نشرت الشروق اليومي في أعدادها السابقة العديد من حالات الأخطاء الطبية، التي كان أبطالها طلبة، أخطأوا في تشخيص المرض وتوجيه المريض، مما تسبب في أخطاء قاتلة، على غرار حالة الطالبة التي أصيبت بزائدة دودية، فقال لها الطالب إنها تعاني من تسمم غذائي بسيط، وأهمل حالتها، مما تسبب في وفاتها بعد خمسة أيام، وخلفت قضية وفاتها جدلا كبيرا في وسائل الإعلام، كما تعرض طفل في السادسة من عمره إلى الموت بسبب جرعة زائدة من حقنة "الفاليوم" في أحد المستشفيات الجامعية بالعاصمة، ما دفع والده الى رفع دعوة قضائية ضد الطبيب الذي تبين أنه طالب طب في السنة السابعة