سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديقا صدوقا صادق الوعد منصفا
في يوم ما
يوما لا اكاد اذكره
من قدمه وبعد مسافاته
اهدي الي صندوق خشبي .. حملته برفق .. احتضنته واخذت اتامله
كان صندوقا جميل .. برغم لونه القاتم الا انه يحمل نقوشا فائقه السحر
محفورة بدقه وعنايه ... تدل على اصاله صنعه .. وروعه صانعه
تنظر اليه من بعيد .. فلا ترى فيه شيئا جاذبا .. فهو مجرد صندوق خشبي
تقترب منه .. فترى سحرا شرقيا اصيل.. ياخذ من اطراف وقتك الكثير لتتامله
وتتمعن في جودة صنعه .. وذوقه الرفيع .. احتضنته لايام .. احببت رائحته التي
تختلط فيه رائحه خشب الصندل مع رائحه مبهمه لي وكانها المسك
احببت دفئه الطاغي حين الامسه بكفي.. احببت مجرد وجوده قربي
حفظت بداخله رسووماتي .. واوراقي .. واسراري.. حتى مفاتيح خزائني
مضت الايام ومازال صندوقي الخشبي كما عهدته من القدم .. حافظا لمقتنياتي .. ثابتا في مكانه
ولكن
قل تعلقي به .. او لربماا تغير شيئا مازلت اجهل ماهو حقيقة.. ربما تعودت على وجوده وامتلاكه لدرجه انني نسيت كيف اهتم به
وفي يوم اخر .. ومن بين الهدايا التي وصلتني.. وصلني صندوق اخر.. صندوق مختلف .. صندوق يبرهك من البعيد قبل ان تقترب منه حتى
صندوق ذا لون ملفت.. ليس مصنوعا من خشب.. انما صنع من الذهب.. ومرصع بانواع من الجواهر الثمينه ..
احببته ايضا من اول وهله.. طرت به فرحا.. واخذت اريه لمن حولي .. ليس لانني ابحث عن الهدايا الثمينه .. ولكنه بهرني كما بهر غيري
فللنظر متعه .. كما للقلب متعه .. فمنظره سالب للعقول .. جاذب كبير للنظر.. يقع موقعا بالنفس غريب .. بريقه غير معقول
لكنه للاسف .. يفتقد الى الكثير من الحميميه .. فليس له رائحه كما كانت لصندوقي الخشبي.. ولا دفء ولا سحر .. ولكني لم اعر ذلك الفرق اهتماما ذلك الوقت
وبينما انا مشدوده الى الصندوق الذهبي.. متامله في رووعته .. سقط من بين يداي صندوقي الخشبي .. سقط على حين غره ..
سقط وهو يحترق .. واحترقت معه كل اوراقي .. ذابت بذوبان خشبه .. واختفت باختفائه
واصبح بجانبي .. صندوق ذهبي خالي .. ليس له متعه سوى النظر
وهكذا هي اصنااف البشر .. متنووعه .. مختلفه .. خارجيا وداخليااا
بعضهم من اليسير جدا ان تجد طريقك الى قلوبهم .. تبني معهم جسورا متينه من التواصل .. رغم بساطتهم
حتى يمس ذلك التواصل رووحك من الداخل فيصهرها داخل قالب من المحبه والموده والتالف والتفاهم الذي لايعوضه غيرهم
تمتد بينك وبينهم حبال لاترى بالعين وانما تحس بالقلب والوجدان
بينما قد يجذبنا غيرهم في وقت ماا .. يشدنا نحوهم .. مظهرهم او ماقد يبدون عليه من مظهر قد يبدو لنا انه من الممكن ان تنشاء بيننا
وبينهم نفس العلاقه الاولى (( الصندوق الخشبي )) ..
لكننا نكتشف بانه رغم متانة وجودة العلاقه الجديده الا انها لاتفي بالغرض .. لم تضيف لنا مااضافته تلك الاولى من احتواء وعطاء
وبينما نراجع حساباتنا ويتضح لنا اهمالنا للعلاقه الاولى وابتعادنا عنهااا.. نجد انه للاسف قد كسرناا او اضعفنا من تلك الجسور المتينه
او نسفناها وقضينا على وجودهااا بالكامل
نحن كبشر نبني مع الغير الكثير من العلاقات وربما القليل .. لا اعلم حقا
ولكن برايي واحده فقط من تلك العلاقات هي التي تنمو وتكبر وتصل الى مستوى النضج الذي يخولها ان تندرج تحت مسمى الصداقه الحقه
ربما لاننا نمر معها بالكثير .. وتتحمل معنا الكثير .. تقف تلك العلاقه صامده في وجه العديد من المتغيرات .. تقف ثابته رغم انعكاس التيار
تجدها وقتما اردتها واحتجت اليها .. تجدهااا في مختلف فصول السنه .. تظلك في صيفه .. وتطعمك اشهى الثمرات في ربيعك .. وتشعرك بدفئها في شتاءك
وتواسيك في فصل خريفك .. فهي ثاابته كشجره كبيرة عظيمه .. جذورها ممتدة في اعماق الارض .. تبهرك حقا بصمودها وعلوهااا وثباتها العظيم
في بعض الاوقات ناخذ مثل هذه العلاقه كأمر مسلم به .. في دواخلنا .. وفي اعماقنا نعتقد بانهاااا ركن ثابت لن ولم يتغير مهما بلغت في انحدارهااا
ونتيجه لهذا الشعور المريح .. نبتعد قليلا ظنا منا انه لامشكله في الابتعاد .. والخروج قليلا عن هذه المنطقه الامنة .. واختلاق منطقه اخرى ربما تغييرا للروتين
وربما لتجربه امر اخر .. وربما لاضافة شجرة اخرى اغرتنا بذات العظمة ,, وربما بلا سبب على الاطلاق
ولكن وفي مطلق الاحوال
تظل تلك العلاقه الملاااذ الامن لنا .. مهما ابتعدنااا .. يترسخ هذا الاعتقاد في اعماقنا ..
ونغفل عن حقيقه واقعيه .. وهي ان كل ماخلق على هذه الارض يحتاج ويتطلب منا العنايه والاهتماااام
كما تلك الشجره تماما تطلب التشجذيب والماء .. لتنمو وتكبر وتثمر .. فعلاقتنا بالصديق المقرب .. تحتاج للعطاء فهي تاخذ كي تعطي
رغم ان هناك من يعطي بلا مقابل << ولكني ارااه امرا نادرا .. وصعب المنال
ولكن ليس المطلوب هنا العطاااء بلا اخذ .. لا ابدااا .. فذلك ينم عن الانانيه البحته .. وحب الذات
فكل قارب لابد وان نجدف به من الجهتين كي يسير على المسار الصحيح ويصل الى الشاطيء باماااااااان
علاقتنا بالصديق علاقه عميقه رغم بسااطتهااا وعلاقه معقدة رغم سلاستهااااا .. نحتاج ان نوازن بين متطلباتنا منه وبين حاجته الينا
فلسنا وحدنا من نحتاج الى ان يستمع الينا الاخرون .. او ان يشعرووننا بالسلوى .. الصديق ليس مجرد كاسااا من الماء كلما اردنا ان نرتوي شربنا منه
فمصير ذلك الكأس ان يفرغ في كل الاحوال .. ولو كان بئرا فمصيره النضوب
لذلك علينا دوم ان لا ناخذ ماحولنا على انها امورا مسلما بهاا .. وانها امورا ثابته لاتتغير .. حتى لا نضع انفسنا بمواضع كان بالامكان تداركها
فالواحد منا لايحس بقيمة مالديه الا بفقدااانه << وهذه لحظة يستقر فيها الالم عميقا .. وينتشر بلا توقف ندما على مافقدت
ختاما
هذه رؤيتي الخااصه لضجيج رن باجراسه طويلا داخلي
ربما كنت على صواب وربمااا جانبته .. لا اعلم .. ولكني الان هكذا ارى
انتم كيف تروونه ؟؟
كيف ترون الصداقه الحقه .. هل لنا ان نطالب بجودتها حتى وان اهملناهااا ؟؟
هل لي الحق بالابتعاد مسافه قصيرة في فترة من الفترات ؟؟
هل تبهت تلك العلاااقه مع الزمن ..؟ ام هل نحن من يبهتهاااا ويضعف قوتها ؟
لو كنت في الجانب الاخر من العلاقه .. وابتعد عنك الطرف الاخر .. هل ستبقى على حالك عندماا يعود ؟
كيف هي رؤيتكم لكل ذلك
اتمنى ان تشاركوني بارائكم التي لهااا صداها الخاص الجميل مهما كان معاكس او مضادا لرؤيتي