بعثة النبي صلى الله عليه وسلم:
عن سهل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ويشير بأصبعيه فيمدهما. رواهالبخاري . وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم ( بعثت أنا والساعة كهاتين) . قال : وضم السبابة والوسطى. رواهمسلم . وعن قيس بن أبي حازم عن أبي جبيرة مرفوعا : ( بعثتفي نسم الساعة ) رواه الدولابي . وقال الألباني : صحيح- و " نسم الساعة" : هو من النسيم وهو أول هبوب الريح الضعيفة ، أي بعثت في أول أشراط الساعة
موت النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم( اعدد ستا بين يدي الساعة موتي و.......... )الحديث. رواهالبخاري . قال أنس بن مالك رضي الله عنه " لما كان اليوم الذيدخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليومالذي مات فيه أظلم منها كل شيء...."ا
فتح بيت المقدس:
جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اعدد ستا بين يدي الساعة ......... فذكر منها "فتح بيت المقدس" ) رواه البخاري . وقد كان فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضيالله عنه سنة ست عشرة
زخرفة المساجد والتباهي بها:
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ) رواه أحمد ، قال البخاري : ( قال أنس : يتباهون بها ، ثم لايعمرونها إلا قليلا ، فالتباهي بها : العناية بزخرفتها ، قال ابن عباس : لتزخرفنهاكما زخرفت اليهود والنصارى ) ، وقد نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رخرفةالمساجد لأن ذلك يشغل الناس عن صلاتهم ، وقد قال عندما أمر بتجديد المسجد النبوي( أكنّ الناس من المطر ، وإياك أن تحمّر أو تصفّر فتفتن الناس)، ورحم الله عمر ، فإنالناس لم يأخذوا بوصيته ، ولم يقتصروا على التحمير والتصفير ، بل تعدوا ذلك إلى نقشالمساجد كما ينقش الثوب ، وتباهى الملوك والخلفاء في بناء المساجد حتى أتوا في ذلكبالعجب . ولا شك أن زخرفة المساجد علامة على الترف والتبذير، وعمارتها إنما تكون بالطاعة والذكر فيها ، ويكفي الناس ما يكنهم من الحر والقروالمطر ، وقد جاء الوعيد بالدمار إذا زخرفة المساجد فعن أبيالدرداء رضي الله عنه قال ( إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم ، فالدمار عليكم( صحيح الجامع - وقال عنه الألباني: أسناده حسن
التطاول في البنيان:
هذا من العلامات التي ظهرت قريبا من عصر النبوةوانتشرت بعد ذلك ، حتى تباهى الناس في العمران. وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرةرضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عندما سأله عن وقت قيامالساعة ( ولكن سأحدثك عن أشراطها ................ ( فذكر منها ) وإذا تطاول رعاءالبهائم في البنيان ، فذاك من أشراطها ) ، وفي رواية لمسلم ( وأن ترى الحفاة العراة العالةرعاء الشاء يتطاولون في البنيان ) ، وجاء في رواية للإمام أحمد عن ابن عباس ، قال : يارسول الله ! ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع ؟ قال : العرب . وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة ............. حتى يتطاول الناس فسالبنيان ) ، قال الحافظ بن حجر ( ومعنى التطاول في البنيان أنكلا ممن كان يبني بيتا يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر ، ويحتمل أن يكونالمراد المباهاة به في الزينة والزخرفة ، أو أعم من ذلك ، وقد وجد الكثير من ذلك وهو في ازدياد )
ولادة الأمة لربتها :
جاء في حديث جبريل الطويل قوله للنبي صلى الله عليهوسلم ( وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها ) متفق عليه. وفي رواية لمسلم) إذا ولدت الأمة ربها ) ، وقد اختلف العلماء في معنى هذه العلامة على عدة أقوال ، ذكر الحافظ بن حجر منها أربعة أقوال:
الأول : قال الخطابي: معناه اتساع الإسلامواستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم ، فإذا ملك الرجل الجارية ، واستولدها ،كان الولد منها بمنزلة ربها ، لأنه ولد سيدها . وذكر النووي أن هذا القول قولالأكثرين من العلماء. واستدرك الحافظ بن حجر في كون هذا المراد ، لأن هذا حدث فيصدر الإسلام، وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى مالم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة
الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم ،ويكثر ذلك ، فيتداول الملاك المستولدة ، حتى يشتريها أولادها ولا يشعربذلك
الثالث: أن تلد الأمة حرا من غير سيدها بوطءشبهه ، أو رقيقا بنكاح أو زنا ، ثم تباع الأمة في الصورتين بيعا صحيحا ، وتدور فيالأيدي ، حتى يشتريها ابنها أو ابنتها
الرابع: أن يكثر العقوق في الأولاد ، فيعاملالولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام ، فأطلق عليه ربهامجازا ، أو المراد بالرب: المربي حقيقة. وقال ابن حجر وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه، ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون مستغربة ومحصلة الإشارة إلى قيام الساعةيقرب قيامها عند انعكاس الأمور
طاعون عمواس:
جاء في حديث عوف بن مالك قوله صلى الله عليه وسلم( اعدد ستا بين يدي الساعة ..... ( فذكر منها ) ثم مُوتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم( رواه البخاري . وقال ابن حجر ( يقال : إن هذه الآية ظهرت في طاعونعمواس في خلافة عمر بن الخطاب ، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس) وعلى المشهور أن ذلككان في سنة ثمان عشرة للهجرة، وقيل أنه مات فيه خمسة وعشرون ألفا من المسلمين ،ومات فيه من المشهورين أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه
استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال ( لاتقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى يهم رب المال منيقبله منه صدقة ، ويدعى إليه الرجل ، فيقول : لا أرب لي فيه ) رواهالبخاري . وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم قال ( ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدايأخذها منه ) رواه مسلم . وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغملكها ما زُوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) رواه مسلم . وقال عليه الصلاة والسلام ( وإني قد أعطيت مفاتيحخزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض ) رواه مسلم . وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : بينا أنا عندالنبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليهقطع الطريق ، فقال : يا عدي ! هل رأيت الحيرة ؟ قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عنها. قال : ( فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخافأحدا إلا الله ). قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد؟! ( ولئن طالت بك حياة لتفتحنكنوز كسرى) قلت : كسرى بن هرمز؟! قال : كسرى بن هرمز. ( ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلايجد أحدا يقبله منه ..... )، قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوفبالكعبة، لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكمحياة لترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم يخرج ملء كفه ) رواهالبخاري . وقد كثر المال في عهد الصحابة رضي الله عنهم بسببما وقع من الفتوح ، ثم فاض المال في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فكان الرجليعرض المال للصدقة ، فلا يجد من يقبله،وسيكثر المال في آخر الزمان حتى يعرض الرجلماله فيقول الذي يعرض عليه : لا أرب لي فيه - وهذا والله أعلم في زمن المهدي وعيسىبن مرسم عليه السلام لما ورد من إخراج الأرض لكنوزها وخيراتها في ذلك الوقت
ظهور الفتن:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم ( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجلفيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم ،والقائم فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارةفإن دخل على أحدكم ، فليكن كخير ابني آدم ) رواه الإمام أحمد وأبوداود زابن ماجهوالحاكم في المستدرك وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال فتناكقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسيكافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا) رواهمسلم
فتنة مقتل عثمان رض اللهعنه
أخبر صلى الله عليه وسلم عن عثمان أنهمن أهل الجنة على بلوى تصيبه فوقع الأمر كذلك ، حصر في الدار وقتل صابرا محتسباشهيدا رضي الله عنه. وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ، قال رسول الله صلىالله عليه وسلم( ادعوا لي بعض أصحابي، فقلت ابو بكر قال لا ، فقلت عمر ، قال لافقلت ابن عمك قال لا ، فقلت له عثمان ، قال نعم، فلما جاءه قال لي بيده فتنحيتفجعل رسول الله صلى الله عليه يساره ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار وحصرعثمان قيل له ألا نقاتل عنك قال : لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّعهدا وأنا صابر عليه)، وقد قال بعض العلماء لو اجتمع أهل المشرق والمغرب على نصرةعثمان لم يقدروا على نصرته لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنذره في حياته فأعلمهبالبلوى التي تصيبه فكان ذلك من المعجزات التي أخبر بوقوعها بعد موته صلى الله عليهوسلم. وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بذكر البلاء مع أن عمرأيضا ، لكونعمر لم يمتحن بمثل ما امتحن به عثمان من تسلط القوم الذين أرادوا منه أن ينخلع منالإمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور والظلم بعد اقناعه لهم ورده عليهم . وبمقتلعثمان رضي الله عنه انتشرت الفتن وانقسم المسلمون ووقع القتال بين الصحابة رضوانالله عليهم
فتنة موقعة الجمل
وهي من الفتنة التي نشأت بعد مقتل عثمان رضي الله عنهوكانت بين علي من جهة وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين.وبعد أن تمتالبيعة لعلي بعد إلحاح الخوارج عليه، وقد كان طلحة والزبير ممن بايعوا، خرجا إلىمكة للعمرة فلقيتهم عائشة وبعد حديث جرى بينهم في مقتل عثمان توجهوا للبصرة وطلبوامن علي تسليمهم قتلة عثمان، فلم يجبهم لأنه كان ينتظر من أولياء عثمان أن يتحاكمواإليه، فإذا ثبت على أحد بعينه أنه ممن قتل عثمان اقتص منه - وقد اختلف في قاتلعثمان- وبعد أن اجتمعت الجموع وبلغت الفتنة ذروتها أرسل علي رضي الله عنه الوسطاءإلى طلحة والزبير ودعاهما للصلح وقد أجابا لذلك بشرط أن يقتص من قتلة عثمان ، وقداعطاهما علي ذلك على أن يمهلانه حتى يستتب الأمر له ، فلما علم القتلة بهذا الاتفاقأدركوا أن في هذا الاتفاق نهايتهم وقتلهم، فهاجموا المعسكرين ليلا ، فظن كل معسكرأن الآخر قد خانه فثارت نار الحرب بين الطرفين ، غفر الله لهم جميعا . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أنه سيكونبينه وبين عائشة أمر ، ففي الحديث عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللعلي بن أبي طالب ( إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر . قال : أنا يا رسول الله! قال: نعم . قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله. قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها) رواه أحمد . ومما يدل على أن عائشة وطلحة والزبير لم يخرجواللقتال وإنما للصلح بين المسلمين ما رواه الحاكم من طريق قيس بن أبي حازم قال : لمابلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر ، نبحت عليها الكلاب: فقالت : أي ماءهذا ؟ قالوا : الحوأب. قالت ما أظنني إلا راجعة. فقال لها الزبير : لا بعد ، تقدمي، فيراك الناس ، فيصلح الله ذات بينهم. فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول( كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب) رواه الحاكم فيالمستدرك
وفي رواية للبزار عن ابن عباس أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال لنسائه ( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأبيقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة ، وتنجو من بعد ما كادت ) قال ابن حجر: ورجاله ثقات ، وقد صححه الألباني وهذه الفتنة من أعظم الفتن كما أخبر النبي صلى اللهعليه وسلم ، وينبغي للمسلم عدم الخوض فيها وفي أصحابها ، فإن عائشة رضي الله عنهازوجة المصطفى عليه السلام ، وعلي وطلحة والزبير من المبشرين بالجنة ، وقد كان ماكان منهم على اجتهاد منهم وطلبا للحق ، غفر الله لهم جميعا
فتنة صفين
ومن الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم غيرحرب الجمل نا اشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتانعظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة) رواه البخاري ومسلم ، فالفئتان هما طائفة علي ومن معه ، وطائفة معاوية ومنمعه، على ما ذكر الحافظ بن حجر ، وقد وقعت حرب صفين سنة ست وثلاثين من الهجرة وقتلفيها أكثر من سبعين ألفا من المسلمين، وقد خرج الأمر من يد علي ومعاوية لتحكم أهلالأهواء في الجيشين يحرضون على القتال. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وأكثرالذين كانوا يختارون القتال من الطائفتين لم يكونوا يطيعون عليا ولا معاوية ، وكانعلي ومعاوية أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين، لكن غلبا فيما وقع والفتنة إذاثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها
فتنة ظهورالخوارج:
ومن الفتن التي وقعت ظهور الخوارج على عليّ رضي اللهعنه وكان بداية ظهورهم بعد نتهاء معركة صفين واتفاق أهل العراق والشام على التحكيمبين الطائفتين، وفي أثناء رجوع عليّ إلى الكوفة فارقه الخوارج - وقد كانوا في جيشه- ونزلوا مكانا يقال له حروراءن ويبلغ عددهم ثمانية آلاف، وقيل ستة عشر ألفا، فأرسلعلي إليهم ابن عباس فناظرهم ، ورجع معه بعضهم، ودخلوا في طاعة علي، واشاع الخوارجأن عليا تاب من الحكومة ( التحكيم ) ولذلك رجع بعضهم إلى طاعته، فخطبهم علي رضيالله عنه في مسجد اتلكوفة فتنادوا من جوانب المسجد : لا حكم إلا لله . وقالوا: اشركت وحكمت الرجال ولم تحكم كتاب الله. فقال لهم علي : لكم علينا ثلاث : أن لانمنعكم من المساجد ، ولا من رزقكم في الفيء ، ولا نبدؤكم بقتال مالم تحدثوا فسادا. ثم إنهم تجمعوا وقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين، ومر بهم عبدالله بن خباب بن الأرتومعه زوجته فقتلوه ، وبقروا بطن زوجته عن ولدها فلما علم بذلك أمير المؤمنين عليّبن أبي طالب رضي الله عنه ، وسألهم من قتله ؟ قالوا : كلنا قتله. فتجهز عليّ للقتال، والتقى بهم في الموقعة المشهورة النهروان فهزمهم شر هزيمة ولم ينج منهم إلاالقليل ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروج هذه الطائفةفي الأمة فقد تواترت الأحاديث بذلك فمنها ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولىالطائفتين بالحق) رواه مسلم. وعنه رضي الله عنه أنه لما سئل عن الحرورية؟ قال : لاأدري ما الحرورية ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( يخرج في هذه الأمة- ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أوحناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) رواه البخاري ،وقد أمر عليه الصلاة والسلام بقتلهم ، فعن علي رضيالله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهمحناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ،قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ) رواه البخاري ومسلم ، قال ابن عمر : إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفارفجعلوها على المؤمنين ، وقد عظم البلاء بهم وتوسعوا في معتقدهم الفاسد ،فأبطلوا رجم المحصن ، وقعوا يد السارق من الإبط وأوجبوا الصلاة على الحائض في حالحيضها وكفروا من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادرا وإن لم يكنقادرا، فقد ارتكب كبيرة وكم مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر وكفوا عن أموال أهلالذكة وعن التعرض لهم مطلقا ، وفتكوا فيمن ينسب إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب. ذكره ابن حجر في فتح الباري . ولا يزالون يظهرون حتى يدرك آخرهم الدجال ، ففيالحديث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ينشأ نشء يقرؤون القرآنلا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج قرن قطع. قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول ( كلما خرج فرن قطع ( أكثر من عشرين مرة ) حتى يخرج في أعراضهم الدجال( رواه ابن ماجه
موقعة الحرة
ثم تتابع وقوع الفتن بعد ذلك ، ومن هذه الفتن موقعةالحرة المشهورة في عهد يزيد بن معاوية ، والتي استبيحت فيها مدينة رسول الله صلىالله عليه وسلم، وقتل فيها كثير من الصحابة رضي الله عنهم. قال سعيد بن المسيب: ثارت الفتنة الأولى ، فلم يبق ممن شهد بدرا أحد ، ثم كانت الثانية فلم يبق ممن شهدالحديبية أحد ، قال: وأظن لو كانت الثالثة لم ترتفع وفي الناس طباخ : اي خيرونفع ، قال البغوي : أراد بالأولى : مقتل عثمان، وبالثانية: الحرة
فتنة خلق القرآن
وظهرت في عهد بني العباس ، وتزعم هذه المقالة الخليفةالعباسي المأمون وناصرها ، وتبع في ذلك الجهمية والمعتزلة الذين روجوها عنده، حتىامتحن بسببها علماء المسلمين، ووقع على المسلمين بذلك بلاء عظيم ، فقد شغلتهم ردحاطويلا من الزمن، وأدخل بسببها في عقيدة المسلمين ما ليس منها ، وقد افترق المسلمين نتيجة هذه الفتن السابقة إلى فرقوكل فرقة تدعو إلى نفسها وأنها على الحق ، وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليهوسلم حيث قال ( افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة ، وتفرقت النصارى علىإحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)رواه أصحاب السننإلا النسائي
اتباع السنن الماضية
ومن الفتن العظيمة اتباع سنن اليهود والنصارىوتقليدهم، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهقال ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر ، وذراعا بذراع) فقيل : يا رسول الله ! كفارس والروم فقال : ( ومن الناس إلا أولئك ) رواهالبخاري ، وفي رواية عن أبي سعيد . قلنا : يا رسول الله! اليهودوالنصارى ؟ قال : فمن ؟!ا رواه البخاري ومسلم ، وقد كثر تشبه المسلمين في هذا الزمن بالكفاروافتتانهم بهم ، حتى تشبه رجالنا برجالهم ونساؤنا بنسائهم. قال النووي ( والمرادبالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم في المعاصي والمخالفات لا في الكفر ....)
ظهور مدعي النبوة:
من العلامات التي ظهرت خروج الكذابين الذين يدعونالنبوة وهم قريب من ثلاثين كذابا وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابةولا يزالون يظهرون. وليس التحديد في الأحاديث مرادا به كل من ادعى النبوة مطلقافإنهم كثير لا يحصون وإنما المراد من قامت له شوكة وكثر أتباعه واشتهر بين الناس. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لاتقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله) رواه البخاري ومسلم . وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدواالأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون ، لكهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي ) رواه أبو داود والترمذي
وممن ظهر من هؤلاء الثلاثين
مسيلمة الكذاب : وقد ادعى النبوة في آخر زمن النبيصلى الله عليه وسلم وكاتبه النبي وسماه مسيلمة الكذاب وقد كثر أتباعه حتى قضى عليهالصحابة في عهد أبي بكر الصديق في معركة اليمامة . وظهر كذلك الأسود العنسي في اليمن، وظهرت سجاحوادعت النبوة وتزوجها مسيلمة ثم لما قتل رجعت إلى الإسلام ، وتنبأ طليحة بن خويلدالأسدي ثم تاب ورجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، ثم ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفيوأظهر محبة أهل البيت والمطالبة بدم الحسين وادعى النبوة ونزول جبريل عليه، وظهرالحارث الكذاب ، خرج في خلافة عبدالملك بن مروان فقتل، وخرج في خلافة بني العباسجماعة . وظهر في العصر الحديث ميرزا أحمد القادياني بالهند وادعى النبوة وأنهالمسيح المنتظر وأن عيسى ليس بحي في السماء، وصار له أتباع وأنصار. ولا يزال خروجهمواحد بعد الآخر حتى يظهر آخرهم الأعور الدجال كما جاء في حديث سمرة بن جندب رضيالله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس على عهده( وإنه - والله - لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الكذاب ) رواهأحمد . ومن هؤلاء الكذابين أربع نسوة كما جاء في حديثحذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( في أمتي كذابون ودجالون سبعةوعشرون ، منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي) رواه أحمد
انتشار الأمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلاضلال الطريق ) رواه أحمد ، وقد وقع هذا زمن الصحابة رضي الله عنهم حينما عمالعدل البلاد. وسيكون كذلك في زمن المهدي وعيسى عليه السلام
ظهور نار الحجاز:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبلببصرى) رواه البخاري - وبصرى مدينة بالشام ، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجريفي عام أربع وخمسين وست مئة ، وكانت نارا عظيمة ، أفاض العلماء في وصفها. وهذه النار ليست هي النار التي تحشر الناس إلى محشرهم والتي هي من الأشراطالكبرى
قتال الترك:
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم ( تقاتلون بين يديالساعة قوما نعالهم الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة ، حمر الوجوه صغار الأعين ذلفالأنوف. وفي رواية يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) أخرجه البخاري وأبو داود والنسائيوابن ماجه والترمذي وغيرهم . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراضالوجوه كأن أعينهم حِدَقُ الجراد وكأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعورويتخذون الدرق يربطون خيولهم بالنخيل) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح . وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى اللهعليه وسلم في حديث( يقاتلونكم قوم صغار الأعين يعني الترك قال تسوقونهم ثلاث مراتحتى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأما السياقة الأولى فينجو منهم من هرب وأما في الثانيةفينجو بعضهم ويهلك بعض وأما في الثالثة فيصطلمون) رواه أبو داود بإسنادصحيح ، والاصطلام الاستئصال وأصله من الصلم وهوالقطع. وعلى هذا يكون التتار الذين ظهروا في القرن السابعالهجري هم من الترك ، فإن الصفات التي جاءت في وصف الترك تنطبق على التتار( المغول ) وقد كان ظهورهم في زمن الإمام النووي رحمه الله فقال فيهم: قد وجد قتالهؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم : صغار الأعين ، حمرالوجوه ، ذلف الأنف ، عراض الوجوه ، كأ، وجوههم المجان المطرقة ، ينتعلون الشعر ،فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسملون مرات
قتال العجم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهوسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطسالأنوف صغار الأعين ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، نعالهم الشعر ) رواهالبخاري ، ومضى في الكلام على قتال الترك ذكر صفاتهم التي جاءذكرها في أحاديث قتالهم ، وذكر هنا في هذا الحديث خوز وكرمان ، وهما ليسا من بلادالترك ، بل من بلاد العجم ، ومع هذا جاء في وصفهم كوصف الترك. قال ابن حجر : يمكنأن يجاب بأن هذا الحديث غير حديث قتال الترك ويجتمع منهما الإنذار بخروجالطائفتين ، ويؤيد هذا ما رواه سمرة رضي الله عنه قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم ثميكونون أسدا لا يفرون ، فيقتلون مقاتلتكم ، ويأكلون فيئكم ) رواهأحمد ، وعلى هذا فقتال العجم من أشراط الساعة
ضياع الأمانة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال : كيف إذاعتها يا رسول الله؟ قال ( إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري
روى حذيفة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلىالله عليه وسلم حديثين رأيت إحداهما ، وأنا انتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: (ينام الرجل النومة ، فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثمينام النومة فتقبض ، فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك ، فنفط فتراهمنتبرا ، وليس فيه شيء ، فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة ، فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا ، ويقال للرجل : ما أعقله ! وما أظرفه ! وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما ، رده الإسلام ، وإن كان نصرانيا رده عليّ ساعيه ، فأما اليوم فماكنت أبايع إلا فلانا وفلانا ) رواه البخاري ، الوكت : هو الأثر في الشيء كالنقطة من غير لونه ،والمجل : هو ما يكون في الكف من أثر العمل بالأشياء الصلبة، ونفط: بفتح النون وكسرالفاء هي البثرة التي تخرج في اليد من العمل ملأى ماء، منتبرا : المنتبر هو كلمرتفع ومنه اشتق المنبر
قبض العلم وظهور الجهل:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال روسل اللهصلى الله عليه وسلم ( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل) رواهالبخاري ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( يتقارب الزمان ، ويقبض العلم ، وتظهر الفتن ، ويلقى الشح ،ويكثر الهرج) رواه مسلم ، وقبض العلم يكون بقبض العلماء، فعن عبدالله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن اللهلا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذالم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساء جهالا فسُئلوا ؟ فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا)رواه البخاري والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة وهو العلمالموروث عن الأنبياء عليهم السلام ، فإن العلماء هم ورثة الأنبياء وبذهابهم يذهبالعلم. وأما علم الدنيا فإنه في زيادة وليس هم المراد في الأحاديث بدليل قوله صلىالله عليه وسلم ( فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).وهكذا فإنه كلما بعدالزمان عن العهد لنبوي قل العلم وكثر الجهل ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( خيرالقروني قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه مسلم. ولا يزال العلم ينقصوالجهل يكثر حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام، فقد روى حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرىما صيام ولا صلاة ولا نسك ، ولا صدقة ؟ ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى فيالأرض منه آية ، وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركناآباءنا على هذه الكلمة ، يقولون ( لا إله إلا الله ) فنحن نقولها . فقال له صلة :ماتغني عنهم ( لاإله إلا الله ) وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ؟فأعرض عنه حذيفة ، ثم رردها ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه فيالثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار ثلاثا ) رواه ابن ماجه والحاكم وقال حديثصحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( لينزعن القرآن من بين أظهركم ، يسرى عليه ليلا ، فيذهب من أجواف الرجال ، فلا يبقى فيالأرض منه شيء ) رواه الطبراني. وأعظم من هذا أن لا يذكر اسم الله تعالى في الأرضكما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقومالساعة حتى لا يقال في الأرض الله ، الله ) رواه مسلم. وقال ابن كثير في معنى هذاالحديث قولان : أحدهما : أن معناه أن أحدا لا ينكر منكرا ، ولا يزجر أحدا إذ رآهقد تعاطى منكرا ، وعبر عن ذلك بقوله ( حتى لا يقال : الله ، الله )..... ) والقولالثاني : حتى لايذكر الله في الأرض ، ولا يعرف اسمه فيها ، وذلك عند فساد الزمانودمار نوع الإنسان ، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان )
كثرة الشرط وأعوان الظلمة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال ( يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال - أو قال : يخرج رجال من هذهالأمة آخر الزمان- معه سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه )رواه أحمد ، وفي رواية للطبراني في " الكبير " : ( سيكون في آخرالزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فإياك أن تكون من بطانتهم)،وقد جاء الوعيد بالنار لهذا الصنف من الناس يتسلطون على المسلمين ويعذبونهم بغير حق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صنفان منأهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس......... ) رواهمسلم وقال عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة رضي الله عنه) وإن طالت بك مدة ، أوشكت أن ترى أقواما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته ، فيأيديهم مثل أذناب البقر) رواه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس ) رواهالطبراني
انتشار الزنا:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم (إن من أشراط الساعة ........ ( وذكر منها ) : ويظهر الزنا( رواه البخاري ومسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( سيأتي على الناس سنوات خداعات ..... ( فذكر الحديث ، وفيه: ) وتشيع فيها الفاحشة ) رواه الحاكم ، وعن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليهوسلم يقول ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ) رواهالبخاري ، وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ( ويبقىشرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة ) رواهمسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم ( والذي نفسي بيده ، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة ، فيفترشهافي الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط ) رواه أبويعلى ، قال القرطبي في كتابه " المُفْهِم " على حديث أنسالسابق: هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، إذ أخبر عن أمور ستقع ، فوقعت خصوصا فيهذه الأزمان . وإذا كان هذا في زمان القرطبي ، فهو في زماننا هذ أكثر ظهور ، لعظمغلبة الجهل ، وانتشار الفساد بين الناس
كثرة القتل ، تقارب الزمان ، تقارب الأسواق
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ، ويكثر الكذب ، وتتقارب السواق ) رواه أحمد
قال الشيخ حمود التويجري :فقد تقاربت السواق من ثلاثة أوجه
الأول : سرعة العلم بما يكون فيها من زيادة السعر ونقصانه
الثاني: سرعة السير من سوق إلى سوق ، ولو كانت مسافة الطريق بعيد جدا
الثالث: مقاربة بعضها بعضا في السعار ، اقتداء بعض أهلا ببعض في الزيادة والنقصان
ظهور الشرك:
وهذا من العلامات التي ظهرت ، وهي في ازدياد ، فقدوقع الشرك في هذه الأمة ، ولحقت قبائل منها بالمشركين ، وعبدوا الأوثان ، وبنواالمشاهد على القبور ، وعبدوها من دون الله ، وقصدوها للتبرك والتقبيل والتعظيموقدموا لها النذور ، واقاموا لها الأعياد . وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم ( إذا وضع السيف في أمتي ، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة،ولا تقومالساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ) رواهأبو داود والترمذي ، ولا يزال هناك صور من الشرك في بعض البلدان وصدقالرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى) ، فقالت عائشة : يا رسول الله ! إن كنت لأظن حين أنزل الله ( هو الذي أرسل رسولهبالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ، أن ذلك تاما ، قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ، ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من في قلبه حبةخردل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم ) رواهمسلم . ومظاهر الشرك كثيرة فليست محصورة في عبادة الأحجاروالأشجار والقبور ، بل تتعداها إلى اتخاذ الطواغيت أنداد من دون الله تعالى ،يشرعون للناس من عند أنفسهم ، ويلزمون الناس بالتحاكم إلى شريعتهم وترك شريعة الله،فينصبون أنفسهم آلهة مع الله تعالى وتقدس كما قال تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهمأربابا من دون الله )
ظهور الفحش وقطيعة الرحم:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال ( لاتقوم الساعة حتى يظهر الفحش ، والتفاحش ، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة) رواه أحمد والحاكم ، وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم ( من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم ) رواهالطبراني ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال ( إن بين يديى الساعة ....... ( وذكر ) ... قطع الأرحام ) رواه أحمد
تشبب المشيخة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد ، كحواصل الحمام ، لايريحون رائحة الجنة ) رواه أحمد ، قال ابن الجوزي : يحتمل أن يكون المعنى لا يريحونرائحة الجنة لفعل صدر منهم لا لعلة الخضاب ويكون الخضاب سيماهم ، كما قال فيالخوارج سيماهم التحليق، وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صبغ شعر الرأسواللحية بالسواد ففي الصحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : أتي بأبي قحافةيوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد ) رواه مسلم
كثرة الشح:
والمقصود بالشح هو البخل الشديد ، وهو أبلغ فيالمنع من البخل ، وقيل هو البخل مع الحرص ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( من أشراط الساعةأن يظهر الشح ) رواه الطبراني ، وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويلقى الشح ) رواه الطبراني ، وعن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول ( لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ) رواهالطبراني ، والشح خلق مذموم نهي عنه في الإسلام وبين أن من وقيشح نفسه فقد فاز وأفلح ، كما قال تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك همالمفلحون) ، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح ،فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) رواه مسلم
كثرة التجارة:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال : ( بين يدي الساعة تسليم الخاصة ، وفشوا التجارة حتى تشاركالمرأة زوجها في التجارة ) رواه أحمد ، وعن عمرو بن تغلب قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم ( إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر ، وتفشو التجارة ) رواهالنسائي . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخشى علىهذه الأمة الفقر ، وإنما يخشى عليها أن تبسط عليهم الدنيا ، فيقع بينهم التنافس كماجاء في الحديث ( والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكمكما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم) رواه البخاري ، فالمنافسة على الدنيا تجر إلى ضعف الدين ، وهلاكالأمة ، وتفرق كلمتها
كثرة الزلازل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى تكثر الزلازل) رواه البخاري ، وعن سلمة بن نفيل السكوني قال : كنا جلوسا عندرسول الله صلى الله عليه وسلم .......( فذكر الحديث ، وفيه ) : ( وبين يدي الساعةموتان شديد ، وبعده سنوات الزلازل) رواه أحمد ، وعن عبدالله بن حوالة رضي الله عنه قال : وضع رسولالله صلى الله عليه وسلم يدي على رأسي - أو هامتي - فقال : ( يا ابن حوالة! إذارايت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة ، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام ،والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك) رواه أحمد
ظهور الخسف والمسخ والقذف:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم ( يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ) ، قالت : قلت : يا رسولالله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا ظهر الخبث ) رواهالترمذي ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال : ( بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف ) رواه ابن ماجه ، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنه سيكون في أمتي مسخ وقذف ، وهو في الزندقيةوالقدرية ) رواه أحمد عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ) فقال رجل من المسلمين : يا رسولالله ! ومتى ذلك ؟ قال : ( إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور ) رواهالترمذي ، والمسخ يكون حقيقيا ويكون معنويا ، والمسخ المعنويهو مسخ القلوب بحيث تصبح لا تفرق بين الحلال والجرام ولا بين المعروف والمنكر مثلهمفي ذلك كمثل القردة والخنازير
ذهاب الصالحين:
ومن أشراط الساعة ذهاب الصالحين ، وقلة الأخيار ،وكثرة الأشرار ، حتى لا يبقى إلا شرار الناس ، وهم الذين تقوم عليهم الساعة . ففيالحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض ، فيبقى فيها عجاجة- من لا خيرفيهم - لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ) رواه أحمد ، وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال ( يأتي على الناس زمان يغربلون فيه غربلة يبقى منهم حثالةقد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا ( وشبك بين أصابعه ) رواهأحمد ، وذهاب الصالحين يكون عند كثرة المعاصي ، وترك الأمربالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن الصالحين إذا رأوا المنكر ولم يغيروه وكثر الفساد، عمهم العذاب مع غيرهم إذا نزل ، كما جاء في الحديث لما قيل للنبي صلى الله عليهوسلم : ( أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث)
ارتفاع الأسافل:
ومن أشراط الساعة ارتفاع أسافل الناس عن خيارهم ، واستئثارهم بالأمور دونهم ،فيكون أمر الناس بيد سفهائهم وأراذلهم ومن لا خير فيهم ، وهذا من انعكاس الحقائق ،وتغير الأحوال ، وهذا أمر مشاهد في هذا الزمن، فترى أن كثيرا من رؤوس الناس وأهلالعقد والحل هم أقل الناس صلاحا وعلما ، مع أن الواجب أن يكون أهل الدين والتقى همالمقدمون على غيرهم في تولي أمور الناس ، لأن أفضل الناس وأكرمهم هم أهل الدينوالتقوى ، كما قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، ولذلك لم يكن النبي صلىالله عليه وسلم يولي الولايات وأمور الناس إلا من هم أصلح الناس وأعلمهم ، وكذلكخلفاؤه من بعده والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما رواه حذيفة رضي الله عنه أن النبيصلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران ( لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين ) رواهالبخاري ، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبعث أبا عبيدة. رواهالبخاري، وهذه بعض الأحاديث الدالة على ارتفاع أسافل الناس ،وأن ذلك من أمارات الساعة ، فمنها: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلىالله عليه وسلم ( إنها ستأتي على الناس سنون خداعة ، يُصَدَّقُ فيها الكاذب ،ويُكَذَّب فيها الصادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخون فيها الأمين ، وينطق فيهاالرويبضة. قيل : وما الرويبضة ؟ قال : السفيه يتكلم في أمر العامة) رواهأحمد ، وفي حديث جبريل الطويل قوله ( ولكن سأحدثك عنأشراطها .............وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ) رواهمسلم ، وفي الصحيح ( إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظرالساعة ) رواه البخاري ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( ومن أشراطالساعة .......... أن يعلو التُّحوتُ الوعولَ ) ، أكذلك ياعبدالله بن مسعود سمعتهمن حِبي؟ قال : نعم ورب الكعبة . قلنا : وما التحوت ؟ قال : فسول الرجال ، وأهلالبيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم . والوعول: أهل البيوت الصالحة ، وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهوسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع ) رواهأحمد ، وفي الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه فيما رواه عنالنبي صلى الله عليه وسلم في قبض الأمانة ( حتى يقال للرجل: ما أجلده ! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) رواه البخاري
أن تكون التحية للمعرفة:
ومن أشراط الساعة أن الرجل لا يلقي التحية إلا علىمن يعرفه ، ففي الحديث عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنمن أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة ) رواهأحمد وفي رواية له ( إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة(
التماس العلم عند الأصاغر:
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال ( إن من اشراط الساعة ثلاثا : إحداهن أن يلتمس العلم عند الأصاغر......) ، وسئل عبدالله بن المبارك عن الأصاغر ؟ فقال(الذين يقولون برأيهم ، فأما صغير يروي عنه كبير فليس بصغير ) ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( لا يزال الناسبخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم ، فإذا أتاهمالعلم من قبل أصاغرهم ، وتفرقت أهواؤهم ، هلكوا )
ظهور الكاسيات العاريات:
ومن أشراط الساعة خروج النساء عن الآداب الشرعية ،وذلك بلبس الثياب التي لا تستر عوراتهن ، وإظهارهن لزينتهن وشعورهن وما يجب ستره منأبدانهن ، ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول ( سيكون من أمتي في آخر الزمان رجال يركبون على سروجكاشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كاسنمةالبخت العجاف ، العنوهن ، فإنهن ملعونات ، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمننساؤكم نساؤهم كما يخدمكم نساء الأمم قبلكم ) رواه أحمد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم ارهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر،يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواهمسلم ، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف منالنساء بـ ( الكاسيات العاريات ) لأنهن يلبسن الثياب ، ومع هذا فإنهن عاريات لأنثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر ، لرقتها وشفافيتها كأكثر ملابس النساء في هذاالعصر ، وقيل إن معنى ( الكاسيات العاريات ) أي كاسيةجسدها ولكنها تشد خمارها وتضيق ثيابها حتى تظهر تفاصيل جسمها ، فتبرز صدرهاوعجيزتها ، أو تكشف بعض جسدها فتعاقب على ذلك في الآخرة
صدق رؤيا المؤمن:
ومنها صدق رؤيا المؤمن في آخر الزمان، وكلما كانالمرء صادقا في إيمانه ، كانت رؤياه صادقة ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللهعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اقترب الزمان ، لم تكد رؤياالمسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعون جزءامن النبوة ) رواه مسلم، ولفظ البخاري ( لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ...... وما كان منالنبوة فإنه لايكذب ) ، وقيل إن الحكمة من اختصاص ذلك بآخر الزمان أنالمؤمن في ذلك الوقت يكون غريبا ، كما في الحديث ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا( ، فيقل أنيس المؤمن ومعينه في ذلك الوقت ، فيُكرم بالرؤيا الصالحة
كثرة الكتابة وانتشارها:
جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلىالله عليه وسلم قال ( إن بين يدي الساعة ....... ظهور القلم ) رواأحمد ، ووقع في رواية الطيالسي والنسائي عن عمرو بن تغلبقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن من اشراط الساعة ........ أنيكثر التجار ويظهر العلم ) ، ومعناه والله أعلم ظهور وسائل العلم وهي كتبه