الأطفال، هم الشريحة الأكثر عرضة لآخطار تدهور البيئة والمحيط وأمام هذا الوضع المزري قامت المنظمة العالمية للصحة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإعداد مناهج تعليمية للتنبيه المبكر من هذه المخاطر، التي يعود أساسا إلى تزايد اتساع ثقب طبقة الأوزون بفعل عدم إحترام العديد من الدول المصنعة للمعاهدات الدولية الرامية إلى حماية البيئة والمحيط.
إن طبقة الأوزون تزداد تدهورا، مما ينجم عنه التعقيدات الصحية وإنتشار الأمراض، بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية وهو ما سبب مشكلا حقيقيا للصحة العمومية في العالم و في البلدان العربية خاصة .
و قد بينت الدراسات الأخيرة أن وضع طبقة الأوزون بدأ يتحسن في السنوات الأخيرة، إلا أنه يجب مواصلة الحذر عن طريق إتخاذ إجراءات صارمة لمنع استعمال المبيدات المصنعة على أساس مادة ميتيل البروميد ومحاربة التسويق الغير الشرعي لمواد السي أف.سي، وهذا بالحرص على التطبيق اللازم لاتفاق مونريال.
وإذا كان الناس ذوو البشرة السمراء على سبيل المثال لا يهتمون كثيرا، بالمخاطر التي تحدق بهم ومنها الإصابة بسرطان الجلد وأمراض العيون، فإن الدراسات العلمية والطبية الأخيرة أظهرت أن أصحاب هذه البشرة معرضون هم أيضا لهذه الأمراض. وهو ما حذر منه منسق وحدة الإشعاع ونظافة المحيط في المنظمة العالمية للصحة.
و يرى البعض أن على المنظمة توعية الناس حول هذه المخاطر و ذلك من خلال نشر وتوزيع كتيبات، توجه للمدارس والمعلمين يتضمن طرق إعداد برامج تربوية جادة وفعالة حول الشمس، و ما تسببه من مضار و تمكين التلاميذ من وسائل التدريس التطبيقية خاصة في المدارس الإبتدائية. وكذلك التجهيزات البيداغوجية الكفيلة بمراقبة فعالية هذه البرامج التحسيسية حول مخاطر التعرض لأشعة الشمس.
ولقد تم الشروع في تطبيق هذه البرامج التعليمية بمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون.
ومن جهة أخرى، الوقوف على خطورة الوضع فإن المنظمة العالمية للصحة حددت عددت الإصابات بالسرطان في العالم ما بين مليونين وثلاثة مليون إصابة سنويا، مع ما يتضمن ذلك من مصاريف ضخمة للعلاج و تكلفة باهضة الثمن . ومن هذه الإصابات توجد اصابات خطيرة . كما أن تراجع حجم طبقة الأوزون بنسبة 10 في المائة يتسبب في ظهور آلاف الاصابات الجديدة بالسرطان. وعليه فإن الأطفال باعتبارهم صغار السن يعتبرون الشريحة التي يجب حمايتها أكثر من غيرها نظرا لحساسية بشرتها، ويجب أن يعرف الأولياء والمربون والمعلمون نوعية جلد الطفل الصغير التي تميزها الخصوصيات التالية:
1: يعتبر جلد الطفل رقيقا وأكثر حساسية لأشعة الشمس.
2: بينت الدراسات العلمية الحديثة أن أغلب سرطانات الجلد مرتبطة بحجم التعرض لأشعة الشمس في الصبا.
3: إن أكثر من 80 في المائة من زمن تعرض الإنسان للأشعة فوق البنفسجية يتم قبل بلوغه سن ال17 ربيعا- يجب أن ينتبه الأولياء خاصة والمربون أن الأطفال يحبون اللعب في الهواء الطلق، لكنهم لا يعرفون مخاطر ضربات الشمس. و هناك حتى من أصيب بضربة شمس أودت بحياته
ونتساءل نحن في البلدان العربية ، المعرضة لأشعة الشمس، متى تنتبه المنظومة التربوية الوطنية لهذا الموضوع الحساس والخطير، خاصة وأن بلدان أقل منا رفاهية في الميدان الإقتصادي شرعت في تطبيق توصيات برامج المنظمة العالمية للصحة في مجال حماية البيئة والمحيط و سلامة صحة الإنسان....